کد مطلب:90537 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:132

خطبة له علیه السلام (50)-و هو سائر إلی صفّین















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الْمُخْتَصِّ بِالتَّوْحیدِ، الْمُتَقَدِّمِ بِالْوَعیدِ، الْفَعَّالِ لِمَا یُریدُ، الْمُحْتَجِبِ بِالنُّورِ دُونَ خَلْقِهِ، ذِی الأُفُقِ الطَّامِحِ، وَ الْعِزِّ الشَّامِخِ، وَ الْمُلْكِ الْبَاذِخِ، الْمَعْبُودِ بِالآلاَءِ، رَبِّ الأَرْضِ وَ السَّمَاءِ.

أَحْمَدُهُ عَلی حُسْنِ الْبَلاَءِ، وَ فَضْلِ الْعَطَاءِ، وَ سَوَابِغِ النَّعْمَاءِ، وَ عَلی مَا یَدْفَعُ مِنَ الْبَلاَءِ، حَمْداً یَسْتَهِلُّ لَهُ الْعِبَادُ، وَ تَنْمُو بِهِ الْبِلاَدُ.

وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَریكَ لَهُ، لَمْ یَكُنْ شَیْ ءٌ قَبْلَهُ، وَ لاَ یَكُونُ شَیْ ءٌ بَعْدَهُ.

وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، اصْطَفَاهُ بِالتَّفْضیلِ، وَ هَدی بِهِ مِنَ التَّضْلیلِ، وَ اخْتَصَّهُ لِنَفْسِهِ، وَ بَعَثَهُ إِلی خَلْقِهِ، یَدْعُوهُمْ إِلی تَوْحیدِهِ وَ عِبَادَتِهِ، وَ الاِقْرَارِ بِرُبُوبِیَّتِهِ،

وَ التَّصْدیقِ بِنَبِیِّهِ. بَعَثَهُ عَلی حینِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَ صَدْفٍ عَنِ الْحَقِّ، وَ جَهَالَةٍ بِالرَّبِّ، وَ كُفْرٍ بِالْبَعْثِ،

فَبَلَّغَ رِسَالاَتِهِ، وَ جَاهَدَ فی سَبیلِهِ، وَ نَصَحَ لأُمَّتِهِ، وَ عَبَدَهُ حَتَّی أَتَاهُ الْیَقینُ.

أُوصیكُمْ، عِبَادَ اللَّهِ وَ نَفْسِیَ، بِتَقْوَی اللَّهِ الْعَظیمِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَكْرَمَكُمْ بِدینِهِ، وَ خَلَقَكُمْ لِعِبَادَتِهِ، وَ قَدْ جَعَلَ لِلْمُتَّقینَ الْمَخْرَجَ مِمَّا یَكْرَهُونَ، وَ الرِّزْقَ مِنْ حَیْثُ لاَ یَحْتَسِبُونَ، فَانْصِبُوا أَنْفُسَكُمْ فی أَدَاءِ حَقِّهِ، وَ تَنَجَّزُوا مَوْعُودَهُ، وَ اطْلُبُوا مَا عِنْدَهُ بِطَاعَتِهِ، وَ الْعَمَلِ بِمَحَابِّهِ، فَإِنَّهُ لاَ یُدْرَكُ الْخَیْرُ إِلاَّ بِهِ،

وَ لاَ یُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ، وَ لاَ تُكْلاَنَ فیمَا هُوَ كَائِنٌ إِلاَّ عَلَیْهِ، وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِهِ[1].

[صفحه 462]

یَا أَسْرَی الرَّغْبَةِ، أَقْصِرُوا فَإِنَّ الْمُعَرِّجَ عَلَی الدُّنْیَا لاَ یَرُوعُهُ مِنْهَا إِلاَّ صَریفُ[2] أَنْیَابِ الْحِدْثَانِ.

أَیُّهَا النَّاسُ، تَوَلَّوْا مِنْ أَنْفُسِكُمْ تَأْدیبَهَا، وَ اعْدِلُوا بِهَا عَنْ ضَرَاوَةِ[3] عَادَاتِهَا، [ فَ ] الأَقَاویلُ مَحْفُوظَةٌ، وَ السَّرَائِرُ مَبْلُوَّةٌ، وَ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهینَةٌ[4].

وَ النَّاسُ مَنْقُوصُونَ مَدْخُولُونَ إِلاَّ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ[5]، سَائِلُهُمْ مُتَعَنِّتٌ، وَ مُجیبُهُمْ مُتَكَلِّفٌ.

یَكَادُ أَفْضَلُهُمْ رَأْیاً یَرُدُّهُ عَنْ فَضْلِ رَأْیِهِ الرِّضَا وَ السُّخْطُ. وَ یَكَادُ أَصْلَبُهُمْ عُوداً تَنْكَؤُهُ اللَّحْظَةُ،

وَ تَسْتَحیلُهُ[6] الْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ.

وَ اعْلَمُوا[7] أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ أَمْرَاسَ الإِسْلاَمِ مَتینَةً، وَ عُرَاهُ وَثیقَةً، ثُمَّ جَعَلَ[8] الطَّاعَةَ حَظَّ الأَنْفُسِ بِرِضَا الرَّبِّ، وَ غَنیمَةَ الأَكْیَاسِ عِنْدَ تَفْریطِ الْعَجَزَةِ[9].

وَ قَدْ حُمِّلْتُ أَمْرَ أَسْوَدِهَا وَ أَحْمَرِهَا، وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ.

وَ نَحْنُ سَائِرُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالی إِلی مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ، وَ تَنَاوَلَ مَا لَیْسَ لَهُ وَ مَا لاَ یُدْرِكُهُ،

مُعَاوِیَةَ وَ جُنْدِهِ، الْفِئَةِ الْبَاغِیَةِ الطَّاغِیَةِ، یَقُودُهُمْ إِبْلیسُ، وَ یَبْرُقُ لَهُمْ بِبَارِقِ تَسْوِیِفِهِ، وَ یُدَلّیهِمْ بِغُرُورِهِ.

وَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحَلاَلِ وَ الْحَرَامِ، فَاسْتَغْنُوا بِمَا عَلِمْتُمْ، وَ احْذَرُوا مَا حَذَّرَكُمُ اللَّهُ مِنَ الشَّیْطَانِ،

وَ ارْغَبُوا فیمَا هَیَّأَ لَكُمْ عِنْدَهُ مِنَ الأَجْرِ وَ الْكَرَامَةِ.

وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلِبَ دینُهُ وَ أَمَانَتُهُ، وَ الْمَغْرُورَ مَنْ آثَرَ الضَّلاَلَةَ عَلَی الْهُدی.

[صفحه 463]

فَلاَ أَعْرِفَنَّ أَحَداً مِنْكُمْ تَقَاعَسَ عَنّی وَ قَالَ: فی غَیْری كِفَایَةٌ، فَإِنَّ الذَّوْدَ إِلَی الذَّوْدِ إِبِلٌ، وَ مَنْ لاَ یَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ[10] یُتَهَدَّمُ.

ثُمَّ إِنّی آمُرُكُمْ بِالشِّدَّةِ فِی الأَمْرِ، وَ الْجِهَادِ فی سَبیلِ اللَّهِ، وَ أَنْ لاَ تَغْتَابُوا مُسْلِماً.

وَ انْتَظِرُوا النَّصْرَ الْعَاجِلَ مِنَ اللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ[11].


صفحه 462، 463.








    1. ورد فی وقعة صفین ص 112. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 185. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 97. و نهج السعادة ج 1 ص 159 و ج 2 ص 109. و نهج البلاغة الثانی ص 56.
    2. صریر. ورد فی مصادر نهج البلاغة للخطیب ج 4 ص 266.
    3. ضرایة. ورد فی نسخة ابن أبی المحاسن ص 425. و متن شرح ابن میثم ج 5 ص 418. و نسخة الأسترابادی ص 597.

      و ورد ضراوات فی مصادر نهج البلاغة للخطیب ج 4 ص 266.

    4. المدّثر، 38.
    5. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 101.
    6. تستمیله. ورد فی
    7. ورد فی وقعة صفین ص 112. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 185. و نهج السعادة ج 2 ص 109.
    8. ورد فی المصادر السابقة.
    9. الفجرة. ورد فی وقعة صفین للمنقری ص 113. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 109.
    10. حوله. ورد فی
    11. ورد فی وقعة صفین ص 112. و العقد الفرید ج 3 ص 70. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 185. و منهاج البراعة ج 5 ص 65.

      و نهج السعادة ج 2 ص 109.