کد مطلب:90537 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:132
أَحْمَدُهُ عَلی حُسْنِ الْبَلاَءِ، وَ فَضْلِ الْعَطَاءِ، وَ سَوَابِغِ النَّعْمَاءِ، وَ عَلی مَا یَدْفَعُ مِنَ الْبَلاَءِ، حَمْداً یَسْتَهِلُّ لَهُ الْعِبَادُ، وَ تَنْمُو بِهِ الْبِلاَدُ. وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَریكَ لَهُ، لَمْ یَكُنْ شَیْ ءٌ قَبْلَهُ، وَ لاَ یَكُونُ شَیْ ءٌ بَعْدَهُ. وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، اصْطَفَاهُ بِالتَّفْضیلِ، وَ هَدی بِهِ مِنَ التَّضْلیلِ، وَ اخْتَصَّهُ لِنَفْسِهِ، وَ بَعَثَهُ إِلی خَلْقِهِ، یَدْعُوهُمْ إِلی تَوْحیدِهِ وَ عِبَادَتِهِ، وَ الاِقْرَارِ بِرُبُوبِیَّتِهِ، وَ التَّصْدیقِ بِنَبِیِّهِ. بَعَثَهُ عَلی حینِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَ صَدْفٍ عَنِ الْحَقِّ، وَ جَهَالَةٍ بِالرَّبِّ، وَ كُفْرٍ بِالْبَعْثِ، فَبَلَّغَ رِسَالاَتِهِ، وَ جَاهَدَ فی سَبیلِهِ، وَ نَصَحَ لأُمَّتِهِ، وَ عَبَدَهُ حَتَّی أَتَاهُ الْیَقینُ. أُوصیكُمْ، عِبَادَ اللَّهِ وَ نَفْسِیَ، بِتَقْوَی اللَّهِ الْعَظیمِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَكْرَمَكُمْ بِدینِهِ، وَ خَلَقَكُمْ لِعِبَادَتِهِ، وَ قَدْ جَعَلَ لِلْمُتَّقینَ الْمَخْرَجَ مِمَّا یَكْرَهُونَ، وَ الرِّزْقَ مِنْ حَیْثُ لاَ یَحْتَسِبُونَ، فَانْصِبُوا أَنْفُسَكُمْ فی أَدَاءِ حَقِّهِ، وَ تَنَجَّزُوا مَوْعُودَهُ، وَ اطْلُبُوا مَا عِنْدَهُ بِطَاعَتِهِ، وَ الْعَمَلِ بِمَحَابِّهِ، فَإِنَّهُ لاَ یُدْرَكُ الْخَیْرُ إِلاَّ بِهِ، وَ لاَ یُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ، وَ لاَ تُكْلاَنَ فیمَا هُوَ كَائِنٌ إِلاَّ عَلَیْهِ، وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِهِ[1]. [صفحه 462] یَا أَسْرَی الرَّغْبَةِ، أَقْصِرُوا فَإِنَّ الْمُعَرِّجَ عَلَی الدُّنْیَا لاَ یَرُوعُهُ مِنْهَا إِلاَّ صَریفُ[2] أَنْیَابِ الْحِدْثَانِ. أَیُّهَا النَّاسُ، تَوَلَّوْا مِنْ أَنْفُسِكُمْ تَأْدیبَهَا، وَ اعْدِلُوا بِهَا عَنْ ضَرَاوَةِ[3] عَادَاتِهَا، [ فَ ] الأَقَاویلُ مَحْفُوظَةٌ، وَ السَّرَائِرُ مَبْلُوَّةٌ، وَ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهینَةٌ[4]. وَ النَّاسُ مَنْقُوصُونَ مَدْخُولُونَ إِلاَّ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ[5]، سَائِلُهُمْ مُتَعَنِّتٌ، وَ مُجیبُهُمْ مُتَكَلِّفٌ. یَكَادُ أَفْضَلُهُمْ رَأْیاً یَرُدُّهُ عَنْ فَضْلِ رَأْیِهِ الرِّضَا وَ السُّخْطُ. وَ یَكَادُ أَصْلَبُهُمْ عُوداً تَنْكَؤُهُ اللَّحْظَةُ، وَ تَسْتَحیلُهُ[6] الْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ. وَ اعْلَمُوا[7] أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ أَمْرَاسَ الإِسْلاَمِ مَتینَةً، وَ عُرَاهُ وَثیقَةً، ثُمَّ جَعَلَ[8] الطَّاعَةَ حَظَّ الأَنْفُسِ بِرِضَا الرَّبِّ، وَ غَنیمَةَ الأَكْیَاسِ عِنْدَ تَفْریطِ الْعَجَزَةِ[9]. وَ قَدْ حُمِّلْتُ أَمْرَ أَسْوَدِهَا وَ أَحْمَرِهَا، وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. وَ نَحْنُ سَائِرُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالی إِلی مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ، وَ تَنَاوَلَ مَا لَیْسَ لَهُ وَ مَا لاَ یُدْرِكُهُ، مُعَاوِیَةَ وَ جُنْدِهِ، الْفِئَةِ الْبَاغِیَةِ الطَّاغِیَةِ، یَقُودُهُمْ إِبْلیسُ، وَ یَبْرُقُ لَهُمْ بِبَارِقِ تَسْوِیِفِهِ، وَ یُدَلّیهِمْ بِغُرُورِهِ. وَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحَلاَلِ وَ الْحَرَامِ، فَاسْتَغْنُوا بِمَا عَلِمْتُمْ، وَ احْذَرُوا مَا حَذَّرَكُمُ اللَّهُ مِنَ الشَّیْطَانِ، وَ ارْغَبُوا فیمَا هَیَّأَ لَكُمْ عِنْدَهُ مِنَ الأَجْرِ وَ الْكَرَامَةِ. وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلِبَ دینُهُ وَ أَمَانَتُهُ، وَ الْمَغْرُورَ مَنْ آثَرَ الضَّلاَلَةَ عَلَی الْهُدی. [صفحه 463] فَلاَ أَعْرِفَنَّ أَحَداً مِنْكُمْ تَقَاعَسَ عَنّی وَ قَالَ: فی غَیْری كِفَایَةٌ، فَإِنَّ الذَّوْدَ إِلَی الذَّوْدِ إِبِلٌ، وَ مَنْ لاَ یَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ[10] یُتَهَدَّمُ. ثُمَّ إِنّی آمُرُكُمْ بِالشِّدَّةِ فِی الأَمْرِ، وَ الْجِهَادِ فی سَبیلِ اللَّهِ، وَ أَنْ لاَ تَغْتَابُوا مُسْلِماً. وَ انْتَظِرُوا النَّصْرَ الْعَاجِلَ مِنَ اللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ[11].
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الْمُخْتَصِّ بِالتَّوْحیدِ، الْمُتَقَدِّمِ بِالْوَعیدِ، الْفَعَّالِ لِمَا یُریدُ، الْمُحْتَجِبِ بِالنُّورِ دُونَ خَلْقِهِ، ذِی الأُفُقِ الطَّامِحِ، وَ الْعِزِّ الشَّامِخِ، وَ الْمُلْكِ الْبَاذِخِ، الْمَعْبُودِ بِالآلاَءِ، رَبِّ الأَرْضِ وَ السَّمَاءِ.
صفحه 462، 463.
و ورد ضراوات فی مصادر نهج البلاغة للخطیب ج 4 ص 266. و نهج السعادة ج 2 ص 109.